العار يلاحق الصين قبل الاولمبياد

العار يلاحق الصين قبل الاولمبياد
اوضاع مزرية يعيش فيها العاملون في تصنيع التعويذة
روائح نتنة تنبعث من الحمامات والدجاج متناثر في المصانع
عاملة بالمصنع تحتاج للعمل 24 ساعة لتشتري دمية واحدة
تعويذة مكلفة وملعونة تلك التي سيشتريها الاف الناس كتذكار لاولمبياد بكين.. وهي واحدة من 5 دمي تمثل حلقات شعار الاولمبياد.. وتم تصميمها بحيث تعكس ثراء المجتمعات المختلفة حول العالم بتقاليدها</SPAN>

ولكن وقبل افتتاح الاولمبياد يوم الجمعة كشفت صحيفة الصن ان العمال الذين اشتغلوا في المصنع الذي انتج هذه الدمية لم يكسبوا اي شيء سوى المعنى الرمزي للتعويذة.. وقالت (ليو ينغوكوي) وهي أم لطفلة واحدة انها كانت تحصل على 30 بنساً في الساعة نظير عملها في واحد من خطوط المصنع البائس
واضافت السيدة البالغة 33 سنة وهي تقف بجوار المصنع: (انني اعمل من اجل اطعام طفلتي وكسوتها.. هذا كل ما استفدت منه في هذا المصنع.. كان العمل مرهقاً وكنا نعمل اكثر من 9 ساعات في اليوم وكانوا يمنحنونا اجر اضافي واحياناً كنت اعمل 7 ايام في الاسبوع.. كل هذا الارهاق من اجل ابنتي).ا
وقالت السيدة ان العمال دخلوا في اضرابات عدة مرات للحصول على اجور افضل.. واضافت: (زاد مسؤولو المصنع الاجر قليلاً لكنه لم يكن كافياً.. لقد كان عملاً متعباً للغاية).. اثناء الحديث مع السيدة لاحظ مندوب الصحيفة القذارة التي تملأ البلد الذي سيستضيف الاولمبياد ؛ حيث بقايا الدجاج المتناثرة ، ومن الحمامات كانت تنبعث روائح نتنة وكأنها بحيرة من القاذورات
وبعض عمال المصنع قالوا انهم كانوا ينامون في عنابر بها 12 سريراً.. ومثلها مثل ملايين المهاجرين تركت (ينغكوي) بلدها الريفي الذي تمارس فيه مهنة الزراعة وذلك من اجل الحصول على وظيفة ذات عائد مجزٍ باحدى مدن الصين الساحلية
وقد وجدت وظيفة في هذا المصنع الذي يقع جنوبي الصين وكانت مهمتها حشو الدمي.. وقد تركت ابنتها مع اقاربها في مسقط رأسها.. وفي الصين هناك 58 مليون طفل تم تركهم مع اقاربهم او اصدقاء عائلاتهم وذلك لأن الأباء والأمهات يهاجرون من اجل الحصول على الوظائف
وقد وافقت السيدة على الحديث لأنها ستترك العمل في المصنع الذي عينت له ادارة جديدة.. هذا وتكلف التعويذة التي يبلغ طولها 7 سنتمرات في الصين حوالي 14 دولاراً وهذا ما يعني ان على (ينغكوي) العمل لمدة 24 ساعة لتتمكن من الحصول على واحدة من هذه الدمي
وتقول: (لا يهمني كم سيكون سعر التعويذة ، ولكن ما يهمني فقط هو كيفية ايجاد تعليم مناسب لابنتي وذلك حتى لا تضطر الى العمل في المصانع.. اريدها ان تلتحق بالجامعة حتى تعيش عائلتنا في وضع افضل).ا
وينغكوي التي كانت تحصل على راتب اعلى بقليل عن متوسط الاجور في المصنع قالت ان عملها كان يبدأ في الثامنة صباحاً وعادة ما ينتهي في الثامنة والنصف ليلاً.. وهناك فترة راحة لتناول الغداء والعشاء.. وقالت ان راتبها الاساسي في المصنع كان 4,12 يوان اي حوالي 30 بنساً ويرتفع الاجر الى 43 بنساً في الساعة خلال الوقت الاضافي والى 58 بنساً (حوالي دولار واحد) أيام الأحد
وهذا الأجر لا يقل كثيراً عن بقية العاملين في المصنع ؛ حيث تحصل مسؤولة مراقبة الجودة التي تعمل في المصنع منذ اكثر من 10 سنوات على 63 دولاراً في الشهر
وتقول هذه السيدة التي تبلغ 45 سنة: (انا فخورة جداً لأنني ساهمت في تصنيع التعويذة الأولمبية.. احياناً اعمل لمدة 11 ساعة ونصف الساعة في اليوم.. انه عمل مرهق.. واعيش في عنبر مع 12 من زميلاتي.. لدي مفتاح خاص لكن لا نشعر بالخصوصية في هذا العنبر).ا
وبقية العمال قال بعضهم انهم كانوا يحصلون على 690 يوان في الشهر (98 دولاراً) وذلك مقابل تصنيع التعويذة ، علماً بأنهم كانوا يعملون 6 ايام في الاسبوع
وهذا هو متوسط الرواتب في المنطقة كما ان جميعهم يعيش في عنابر ضخمة.. واتصلت الصن بادارة المصنع ، وقالت الصحيفة ان واحدة رفضت الافصاح عن اسمها قالت لهم: (اوقفنا تصنيع التعاويذ حالياً والمدير المسؤول عن تصنيعها ترك العمل في المصنع).. واضافت الصحيفة انها عاودت الاتصال وردت عليها نفس المرأة قبل ان تقفل الخط.. وكانت اللجنة المنظمة للاولمبياد قد زارت المصنع قبل بداية عملية الانتاج وجاء في تقريرها ان المصنع لديه (معدات ممتازة وادارة مقتدرة).ا
وامس الاول قال متحدث باسم احدى جماعات الضغط في الصين: (ان المرتبات الضعيفة لا تكفي للعيش الكريم ، كما انها لا يمكن ان تفي باعالة الاطفال والأقارب.. ولهذا فإن العمال يعملون بعد ساعات العمل الرسمية لزيادة عدد ايام العمل.. والمشكلة ان العديد من الشركات الاوروبية ليست لديها اي فكرة عن مكان تصنيع منتجاتها.. واحياناً هناك شركات تعمل كغطاء لتوهم الزبون بأن المصنع به معدات متطورة بينما في الحقيقة يتم تصنيع المنتجات في مصانع فقيرة جداً).ا
وقال متحدث باسم اللجنة الاولمبية الدولية للصن: (من الرائع ان متعلقات الاولمبياد يتم تصنيعها بطريقة اخلاقية.. وسوف نهتم جداً بما يقال عن ان هذه المعايير لم تطبق في الاولمبياد الحالية).. واكد المتحدث ان كل الادوات والمعدات المستخدمة في اولمبياد بكين هي من مسؤولية اللجنة الاولمبية الصينية.. وقالت الصحيفة ان اللجنة الصينية رفضت الرد على هواتفها والايميلات التي ارسلتها لها
وفي العام الماضي كانت جماعة الضغط المعروفة باسم (بلي فير 2008) قد كشفت عن انه تم تشغيل اطفال وشباب في عمر 12 سنة في مصانع صينية تقوم بانتاج منتجات مرخصة تحمل شعار الاولمبياد مثل الحقائب والقبعات والادوات المكتبية.. كما كشف التقرير عن اجبار الاطفال على العمل فوق ساعات العمل الرسمية واجبارهم على قبول رواتب ضعيفة
اضافة الى ذلك فإن المصانع الصينية لا تتميز بمقاييس السلامة ؛ حيث توفي 14382 عامل في حوادث صناعية خلال عام 2006
اخيراً فإن اينغكوي تقول: (اعتقد ان الاولمبياد شئ رائع للصين لكني لا اعرف ان كنت سأشاهد المنافسات الاولمبية.. فمن المحتمل ان اكون في العمل وفي كل الاحوال فإنني لا املك جهاز تلفزيون!!).ا
</SPAN>